في اتهام جديد أثار جدلاً واسعاً، وجهت “سارة تبريز”، المدير العام لمتصفح “جوجل كروم” في شركة جوجل، انتقادات لاذعة إلى مايكروسوفت، متهمةً إياها باستخدام أساليب مضللة على محركها البحثي “بينج” لخداع المستخدمين الذين يحاولون الوصول إلى “جوجل سيرش”.

خدعة الصفحة المزيفة
أشارت تبريز، عبر منشور لها على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إلى أن مايكروسوفت تقوم بتطبيق حيلة مبتكرة تهدف إلى تضليل المستخدمين. فبمجرد أن يبحث أحدهم عن “جوجل” عبر محرك “بينج”، يقوم الأخير بعرض صفحة نتائج تحاكي الصفحة الرئيسية لمحرك “جوجل سيرش”، مما يوهم المستخدمين بأنهم قد وصلوا إلى جوجل فعلاً، ليواصلوا جلسة البحث عبر بينج دون علمهم.

ولكن الخدعة لم تدم طويلاً، إذ اكتشف المستخدمون أن الصفحة تظل كما هي عند البحث عن كلمات أخرى، لتظهر لاحقًا العلامة التجارية الخاصة بمايكروسوفت في أعلى الصفحة، كاشفةً حقيقة التلاعب.

تاريخ طويل من المحاولات
لم تكن هذه الحيلة الأولى من نوعها لمايكروسوفت. فقد اعتادت الشركة على استخدام أساليب مختلفة لإقناع المستخدمين بالبقاء على “بينج” بدلاً من الانتقال إلى “جوجل سيرش”.

  • في السابق، وضعت مايكروسوفت رسائل داخل صفحة البحث تؤكد أن بينج يقدم تجربة أفضل من جوجل.
  • كما أطلقت في بداية عام 2023 مساعدها الذكي “كوبايلوت” ضمن بينج، محاولةً جذب المستخدمين بالذكاء الاصطناعي.

حصص السوق وتحديات المستقبل


رغم الجهود المبذولة، لا تزال مايكروسوفت تواجه تحديات كبيرة أمام هيمنة “جوجل سيرش”، الذي يسيطر على 89.74% من سوق محركات البحث حتى ديسمبر 2024، وفقًا لإحصائيات StatCounter. ومع ذلك، ارتفعت حصة “بينج” لتصل إلى 3.97%، مقارنة بـ2.18% فقط في فبراير 2023.

لكن المستقبل قد يشهد تحولاً كبيرًا. بحسب توقعات مؤسسة Axel Springer، قد تنخفض الحصة السوقية لجوجل إلى أقل من 50% بحلول عام 2025. للمرة الأولى في تاريخها، مع تزايد الاعتماد على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “ChatGPT” و”Perplexity”.

تغير عادات المستخدمين


التحولات التكنولوجية لم تؤثر فقط على أداء الشركات، بل انعكست أيضًا على سلوك المستخدمين. دراسة حديثة أظهرت أن جيل الألفية بدأ يتخلى عن استخدام مصطلح “Googling” كمرادف للبحث عبر الإنترنت. مفضلين استخدام مصطلح “Searching”، وهو ما يعكس تغيرًا في عقلية المستخدمين تجاه محركات البحث.

ختامًا
بينما تستمر مايكروسوفت في محاولاتها لزيادة حصتها السوقية عبر أساليبها المختلفة. يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه المحاولات من كسر هيمنة جوجل في عالم البحث على الإنترنت، أم أن المنافسة ستظل محسومة لصالح عملاق البحث؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *